اعتاد أطفالُ الأجيال السابقة اللّعب بالألعابِ المرتبطة ببذلِ قدراتٍ ذهنية أو حركية أو بذلهما معاً، إلّا أنّه وبعد تطور التكنولوجيا واختراع الحاسوب وتوافره في كلِ منزل تطوّرت صناعة الألعاب الإلكترونية وخُصِّص الكثير منها للأطفال، فتركوا أساليب اللعب التقليدية واتّجهوا للألعاب الإلكترونية، فما هي الألعاب الإلكترونية؟ وما هي الأضرار الناجمة عنها؟ وما دور الآباء في ذلك؟
تُصنّف الألعاب الإلكترونية من حيثُ فئة مستخدميها والهدف منها إلى ثلاثة أنواعٍ رئيسية هي:
ألعاب الذّكاء
ألعاب الإثارة والمتعة
الألعاب التعليمية
أضرار الألعاب الإلكترونية
للألعاب الإلكترونية آثارٌ سلبيةٌ تعودُ على من يلعبها سواءً كان من الكبار أو الصّغار بأضرار كثيرة وفي جوانب مختلفة، ومن هذه الأضرار:
الأضرار في الجانب الاجتماعيّ
يُعرِّضُ إدمانُ الألعاب الإلكترونيّة الأطفال والمراهقين إلى خللٍ كبير في علاقاتهم الاجتماعية؛ حيثُ يعتادُ الطِّفلُ السّرعة في هذه الألعاب، مما قد يُعرّضه لصعوبة كبيرة في التأقلم مع الحياة الطبيعية ذات السُرعة الأقل درجة، الأمر الذي يقوده إلى الفراغ النفسي والشعور بالوحدة سواءً في منزله أو مدرسته.
تُسبب هذه الألعاب العزلة الاجتماعية والميل إلى الانطوائية، إذ أنّ الطفل الذي يقضي في ممارسة هذه الألعاب ساعاتٍ كثيرة دون أدنى تواصلٍ مع الآخرين، بعكسِ الألعاب الشّعبية التقليدية التي تتميّز بالتّواصل، بالإضافة إلى أنّ الطفل الذي يُسرفُ في قضاء الوقت في الألعاب الإلكترونية سينعزل عن العالم الحقيقي ليجد نفسه مفتقداً مهارات التّعامل مع الآخرين وإقامة العلاقات والصّداقات، مما يُحوّله طفلاً خجولاً لا يستطيعُ التعبير عن نفسه ومكنونه.
تَصنع الألعاب الإلكترونية أطفالاً أنانيّين يُفكّرون في إشباع حاجاتهم من الألعاب فقط، دون أن ينتبهوا لوجود من يشاطرهم اللعب، فتحدثُ الكثير من المشاكل بين الأشقاء على دورِ اللعب، بعكسِ الألعاب الشعبية التقليدية التي تتميّز بأنها ألعابٌ جماعية.
الأضرار في الجانب الديني
تحتوي بعضُ الألعاب الإلكترونية على الكثير من الأفكار والعادات التي لا تتوافق مع الدين وعادات المجتمع وتقاليده، وتُساهم في تشكيلِ ثقافةٍ مشوّهة وغير مناسبة للطفل.
تؤسّس بعض الألعاب الإلكترونية لأفكار الرذيلة والإباحية التي تدمِّر عقول المراهقين والأطفال عبرَ ما يُعرضُ من مشاهد فيها.
يؤدّي إدمانُ الألعاب الإلكترونية إلى إلهاء من يلعبها عن عباداته المفروضة عليه، وبخاصّة الصّلوات الخمس، بالإضافة إلى أنّها تلهيه عن صلة الأرحام، وطاعة والديه وتنفيذ طلباتهم.
الأضرار في الجانب الصحّي
تقودُ الألعاب الإلكترونية إلى الإصابة بأمراض الجهاز العضليّ والعظميّ بسبب حاجتها لتفاعل اللاعب معها بحركاتٍ سريعة متكرّرة.
تؤدّي الألعاب الإلكترونية إلى آلام أسفل الظّهر نتيجة الجلوسِ لساعات طويلة أمام أجهزة الحاسوب والتّلفاز.
تؤدّي الألعاب الإلكترونية إلى حدوثِ أضرارٍ كبيرة لمفصل الرّسغ وإصبع الإبهام؛ بسبب الحاجة لثنيهما باستمرار.
تؤثِّر الألعاب الإلكترونية بشكلٍ مباشر وسلبيّ على نظر الأطفال؛ إذ إنّ هناك احتمالية لأَنْ يُصاب الطفل بضعفٍ في البصر نتيجةَ تعرّضه بشكلٍ مستمر للأشعة الكهرومغناطيسية قصيرة التردد القادمة من شاشات التلفاز والحواسيب.
الأضرار في الجانب السلوكي والأمني
تعتمدُ نسبةٌ كبيرة من الألعاب الإلكترونية على عنصرِ الاستمتاعِ بقتلِ الناس، وتخريب ممتلكاتهم، والاعتداء عليهم دون حق. وتُعلّم نسبةٌ كبيرة من الألعاب الإلكترونية الأطفال والمراهقين طرق ارتكاب الجرائم وحِيلها؛ مما يُنمّي في عقولهم أفكاراً ومهاراتٍ حول العنف؛ حيثُ يكتسبون هذه الأفكار والمهارات عبر الاعتياد على ممارسة هذه الألعاب.
الأضرار في الجانب الأكاديمي أو التحصيل العلمي
تؤثِّرُ الألعاب الإلكترونية بشكلٍ سلبيّ على الأداء الأكاديميّ لمن يلعبها؛ إذ أنها تقوده لإهمال واجباته المدرسية.
تقودُ الألعاب الإلكترونية الأطفال والمراهقين الى سهرِ الليل لفتراتٍ طويلة والتأخر في النوم, مما يؤثِّر بشكلٍ مباشر على تركيزهم وتفكيرهم، فتجعلهم غير قادرين على الاستيقاظ للذّهاب للمدرسة صباحاً، وإنْ ذهبوا فإنّهم سيستسلمون للنوم عوضاً عن التّركيز والاستماع, مما يؤثّر على تحصيلهم الدراسيّ.
الأضرار الاسرية
عدم إدراك أولياء الأمور ما تحمله تلك الألعاب من سلبيات، فيقتني أولياء الأمور تلك الألعاب غير مباليين بالأوقات الطويلة التي يقضيها أبنائهم أمام تلك الشاشات. وبالتالي لا يمكن حصر السلبيات والأضرار الناجمة عنها. فلا بد من وجود إدراك وحسن تربية وشعور بالمسئولية عند التعامل مع الألعاب الإلكترونية.
حلول مقترحة لتجنب أخطار الألعاب الإلكترونية والمواقع والأفلام الإباحية عن الطفل والمراهق
يقدم الخبراء عدة نصائح مفيدة وسليمة لتساعد في تجنب أخطار تلك الألعاب والسيطرة على أضرارها:-
- التحدث مع الطفل عن اللعبة التي يحبها، واكتشاف سبب تعلقه بها ومن ثم مشاركة الطفل تلك اللعبة لإحياء روح الصداقة بداخله من جديد وبذلك تستطيع مراقبة تلك اللعبة والسيطرة عليه في أي وقت.
- انظر على غلاف كل لعبة قبل شرائها لطفلك، واقرأ إرشادات السلامة المكتوبة عليها حول نوع اللعبة وكيفية استخدامها وأيضا العمر المناسب لها كي لا تؤذي طفلك دون قصد.
- تخصيص وقت للعب بالألعاب الإلكترونية، على ألا يتجاوز ذلك مدة ساعة يومياً، ثم يقوم الطفل بلعب أي نوع من الرياضة مهما كان بسيطاً.
- يمكنك تفعيل جهاز المراقبة والتحكم الأبوي بالأجهزة على تطبيقات الألعاب الإلكترونية مثل: – تحميل برنامج (ourpact) للتحكم بتطبيقات جهاز الطفل.
ويكون تحميل البرنامج بجهاز أولياء الأمور وجهاز الأطفال.
بجهاز الطفل بعد التحميل يتم تسجيل اسم الطفل وكتابة الايميل وكلمة السر المستخدمة بجهاز ولي الأمر.
يظهر رابط
pair.ourpact.com يتم نسخه ومن ثم فتح المتصفح ثم لصق الرابط والضغط على دخول وكتابة الايميل السابق.
كتابة اسم الطفل ثم
pair ثم
install ثم كتابة
password ثم
install ثم
Trust.
بجهاز ولي الأمر اختيار
block وتحديد الساعة ثم
schedule للتحكم بالوقت والأيام متى يبدأ ومتى ينتهي.
ملاحظة: إذا كان هناك أكثر من طفل يمتلكون أجهزة يتم اختيار Add من جهاز ولي الأمر وإضافة اسم الطفل بنفس الخطوات السابقة.
- يمكن حجب المواقع والأفلام الغير مرغوب بها من خلال الإعدادات العامة للجهاز باختيار الإعدادات واختيار القيود واختيار رمز يضعه ولي الأمر باستخدام الخطوات التالية:
- التصنيفات تغيير الولايات المتحدة الى السعودية.
الموسيقى وبودكاست تغيير من فاضح الى إغلاق (غير فاضح).
الأفلام اختيار
PG13 ثم تعطيل الخيارات الباقية.
لبرامج التلفاز اختيار عدم السماح.
لتغيير المحتوى “جنسي صريح” وإغلاق المحتوى.
للتطبيقات تحديد سن الطفل 12 سنة.
تغيير إعدادات اللغة من فاضحة إلى مقيد.
لمحتوى الويب اختيار مقيد.
مواقع الويب اختيار مواقع الويب المحددة فقط.
- شجع طفلك بشراء لعبة لتنمية الذكاء أو لتعليم نشاطات جديدة بدلاً من اللعب دائما بمثل تلك الألعاب، فيبدأ في التخيل والإبداع والاستفادة من اللعبة عن كونها شيئا ترفيهياً فقط.
- ابدأ بمشاركة طفلك مع أصدقائه في الألعاب الجماعية وحاول قدر المستطاع إبعاده عن الألعاب الفردية، ليتكون لديه حب المجتمع والأصدقاء والبعد عن العزلة والاكتئاب.
- يجب تعويد الطفل منذ الصغر على ممارسة التمارين الرياضية التي تحافظ على رشاقة جسمه كما تخرج الطاقة الكامنة بداخله في شيء مفيد بعيداً عن استهلاك طاقته في لعبة عدوانية.
- اقرأ لطفلك ليلاً قصصاً مسلية، لغرس حب القراءة بداخله، فيبدأ بالانجذاب لها ولا يقتصر وقت الترفيه على الألعاب غير المفيدة فقط.
- شارك طفلك في رسم لوحة، فالرسم يخرج طاقة الطفل الكامنة كما يساعده على التخيل والإبداع، أو اشتراكه في مركز ثقافي لممارسة الهواية التي يفضلها، مع إمداده بالأدوات والتشجيع المستمر.
- بناء الحصانة في نفس الطفل دائماً، ليبتعد ذاتياً عن كل ما هو ضار ومخالف للعادات والتقاليد.
- لا يجب أن يتم منع الطفل نهائياً من استخدام الأجهزة الإلكترونية حتى لا يصبح الطفل بعيداً عن عالمه وأبناء جيله ومتأخر فكرياً عنهم.
- يجب على أولياء الأمور أن لا يسمحوا للأطفال الأقل من ثلاث سنوات بممارسة هذه الألعاب، وتوجيههم نحو الألعاب التي تُناسب سنهم من الألعاب التقليدية.